التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بحث عن رعاية المساجين


المقدمة:

تعمل بعض الأجهزة المختصة في الحكومة منها و التطوعية أيضا على الاهتمام و الرعاية بالمسجونين و المفرج عنهم فهم يبذلون العديد من الجهود العلمية و العملية للقيام بهذه المهمة، منها الاهتمام بالمسجون فترة قبل السجن و أثنائه و بعد الافراج عنه، من الناحية النفسية خصوصا بعد الخروج من السجن و كيفية التعامل مع المجتمع و مدى درجات تقبل المجتمع له، فيصبح فردا طبيعيا منتجا للمجتمع، فيعمل على الابتعاد عن الجريمة و عدم الرجوع اليها، فتلك المهمة تسمى برعاية المسجونين و بأسرهم، فتعمل على تحقيق الأهداف المباشرة و غير المباشرة فترتكز على أهم المبادئ منها ما يلي:
-   من الضروري معرفة السجين بما يدور حوله في الخارج فهو سوف يرجع الى هذه الحياة بعد الانتهاء من فترة العقوبة، من خلال رؤيته لوسائل الاعلام المختلفة، و عن طريق الزيارات و المراسلات.
– أخذ الاذن للتصريح و الاتصال بالأشخاص الحسنين أخلاقيا و أسرهم تحت الرقابة العامة و السماح لهم بالزيارة و المراسلات بانتظام.
وفي هذا الموضوع سوف أقوم بالبحث عن كيفية رعاية المسجونين والمفرج عنهم ،
أتمنى من الله التوفيق والنجاح

رعاية النزلاء والمفرج عنهم :

تقدم الرعاية للسجناء خلال فترة العقاب و حتى بعد الافراج عنهم، من أهم ما يمكن تقديمه لهم من أساليب تتناغم مع اسلوب الرعاية المؤسسية والرعاية المقدمة له للمفرج عنه بعد فترة العقوبة.

 متابعة الإعداد المهني للمسجونين:
يجب العمل على الرعاية الاجتماعية والصحية للمساجين و المحبوسين، ضمن التعاليم و القوانين المنظمة بالاضافة الى متابعتهم، والعمل على ازالة المشاكل التي تواجههم، و العمل على رعاية أسرهم، من خلال المعونات المقدمة لهم و الضمان الاجتماعي و سرعة استحقاقه، ومساعدات مقدمة من جمعيات خاصة برعاية المسجونين، و ضمان انتظام الأبناء بالذهاب الى مدارسهم بالاضافة الى توفير الاستقرار النفسي و الدراسي لهم، وتوفير فرص عمل لأبناء السجناء القادرين على الانتاج، وحل المشكلات المتعلقة بالأسرة و العمل على التحفيز لانشاء مراكز مهنية لأسرهم بمساعدة من الجمعيات و الوزارات المعنية و الحكومة.

 متابعة رعاية المفرج عنهم
إن متابعة رعاية المفرج عنهم يجب أن تكون بالشكل التالي: :
أ – تأمين فرص عمل للسجناء و المعتقلين بعد الافراج عنهم للحصول على لقمة حلال لهم و لأسرهم.
ب –  متابعة السجناء بعد الافراج عنهم لمساعدتهم في اندماجهم بالمجتمع و التغلب على أية مشكلة يواجهونها، مع تقديم النصح والارشاد لهم للابتعاد عن طريف الانحراف.
ج – تحضير تقارير مفصلة تحتوي عن تفاصيل رعاية كل سجين لفترات ستة أشهر بعدها سنة ليوضح مدى ابتعادهم عن طريق الانحراف، و اكتمال عملية الاندماج في المجتمع، والتأكد من حصوله على الإعداد تقرير كل ستة أشهر ولمدة سنتين.
د – نشر الوعي و القيام باعلانات ترويجية لفكرة الرعاية الخاصة بالسجناء و توضيح أهمية هذه الرعاية وانعكاسها بالأمن و الاستقرار بسبب هذه المساعدة.
هـ – التعامل مع الرعاية الاحقة بالمسجونين وقت الافراج عنه.

- رعاية وزارة الشئون الاجتماعية :
تولي وزارة الشؤون الاجتماعية بأهمية الاهتمام بالمسجونين، وبأسرهم و العمل على مساعدتهم في انهاء مشاكل و توفير الرعاية الاجتماعية و الصحية و الاقتصاديةفيصبحوا أناس صالحين، عند اندماجهم بالمجتمع يعمل ديوان شؤون الوزارة الاجتماعية بمختلف اداراتها على رعاية المفرج عنهم من أهم الادارات العامة هي:
الإدارة العامة للضمان الاجتماعي والإعانات :
وذلك من خلال تنظيم المساعدات المالية للمساجين، و المفرج عنهم، ومنح المساعدات المالية لأسر المساجين المنطبق عليهم الشروط و الأوضاع لتسليمهم المساعدات، مثل أن يكون هناك مساعدات لأسرة السجين المحكوم ليس أقل من6 أشهر و يقوموا باعطاءها معاش مساوية الأرملة بدون أولاد أو مساويا لمعاش الأيتام و كبار السن، و الطلب يكون بعد 60 يوما متتالية عند تقديم طلب المساعدة.

- جمعيات رعاية المسجونين وأسرهم :
تتلخص أهداف جمعية رعاية المسجونين وأٍسرهم في الآتي :
أ – الاهتمام بأسر المسجونين، من خلال تقديم المساعدات الاجتماعية والمادية.
ب- الاهتمام بالمفرج عنه من خلال توفير فرص عمل شريفة له.
ج- تعليم المسجونين داخل السجن واستغلال الوقت في اكتساب مهنة جديدة تساعده على ملاقاة مهنة يعمل بها بعد الافراج عنه.
د – تحديد و تدقيق الظروف الاجتماعية التي يمر بها أسر المسجونين والمفرج عنهم مما يعمل على رعايتهم بشكل أفضل بمعرفة ما ينقصهم على جميع الأصعدة.
ه – عمل واقامة ندوات و مؤتمرات محلية و عالمية و دولية تنادي بتنسيق و ترتيب الجهود في هذا المسار و التخصص فيه.
و – اعداد و تحضير البرامج المفيدة للسجين من خلال التنسيق و العمل مع مصلحة السجون.
ز – وعي الرأي العام و توجيهه من خلال وسائل الاعلام عن مشكلة السجون و ما يعانون منه فيؤمنون الحياة الكريمة و الشريفة للمفرج عنه و توفير أساليب الرعاية.

– من أدوار هذه الجمعيات و تأثيرها بالنسبة للأسرة.
فيما يلي :-
أ – منح مساعدات مادية لهذه الأسر لتأمين مصاريف المعيشة لهم.
ب – تششجيع و تحفيز ماديا أبناء السجين لاستكمال تعليمهم في المدرسة و الجامعة و اعطائهم الأدوات التي يحتاجونها.
ج- توفير دروس مهنية للقادرين على العمل من هذه الأسر لتعليمهم مهنة معينة يستطيع العمل بها من خلال مراكز التدريب المتوفرة في الجمعيات أو في المنطقة.
د – ارشاد أفراد الأسر اذا كانوا مرضى الى المستشفيات و المسنين لمآوي العجزة ومؤسسات التأهيل، و المحتاجون منهم الى المؤسسات الاجتماعية  و الرعاية الخاصة حسب كل حالة.
ه- مساعدة الأسر على مزاولة مهنة معينة مثل خياطة و حياكة الملابس أو مشاريع تجارية أخرى يمكن العمل بها آنذاك كأحد دخلهم.
و – تنفيذ مشروعات خاصة بأسر السجناء في أماكن ادارات الجمعيات المتخصص لكل من أبناء السجين و أسرته، مما يزيد من دخلهم.
ز – تخصيص الجمعيات لبعض العيادات العلاجية لأسر المسجونين و المفرج عنهم، و اعطائهم الأدوية المحتاجون اليها.
ح – يقوم المسؤولون عن هذه الجمعيات من لديهم الشركات و المحلات التجارية في تشغيل المفرج عنه ولو بشيء بسيط لتوفير له أجر بسيط يواجه الحياة بها.
ط –  توفير أماكن في المدارس الحكومية لأبناء المسجونين توفيرا على الأسرة نفقات المدارس الخاصة.

في حال تم عمل الجمعيات كما هو المطلوب منها في ذات الاهداف، يتم تحقيق كافة نواحي الرعاية للمسجونين نتيجة أعدادهم الكبيرة و الصغيرة فيصعب ذلك من ناحية العنصر البشري و من الناحية المالية، ومنها حالات قليلة من تحصل عائلاتهم على مساعدات مالية واغاثة، دون علم أحد والحصول على أحوال اعانة اجالأسرة دون تركها تمد يد للمساعدة، فالمساعدةتفرض بعد مرة ثلاثة أشهر عن ايداع رب الاسرة، وأحيانا تحتاج ستة أشهر أو سنة، حسب ما يتوفر لدى الجمعية، فمن المؤكد أنه أفضل من السؤال ومذلته، وحماية كل من الأبناء و الآباء فتقوم الأسرة بحماية الزوجة و الابناء من الانحراف والوقوع في الرذيلة. جرائم السرقة.




إن رعاية المسجونين وأسرهم تستهدف :
أ‌-      التخطيط و التدبير للرعاية الاجتماعية للحماية من الجريمة
ب‌-  البحوث والدراساات المساعدة في ميدان العمل للسجين بين الجمعيات.
ت‌-  ارتفاع مستوى الخدمة التي تحدد نطاق السياسة في الدولة.
ث‌-  العمل على رفع مستوى الاداء من خلال وضع المزيد من الاعداد الفني و الاداري لأعضاء الجمعية.
ج‌-   توفير المعونة الفنية للجمعيات.
ح‌-   العمل على توفير الخدمات و التجارب و التدريب المهني الخاصة بنموذجية الدراسة و التعليم، المنتجة لدوران الجمعية.

مما ذكرناه سابقا ... يؤكد دور الاخصائيين الاجتماعيين المهتمين و المتخصصين في شؤون رعاية المسجونين و المفرج عنهم و هو كما الآتي:
1 – العمل على توفير أساليب العلاج لهم و لأسرهم و تهيئة الظروف المتواجدين فيها من أهم الأساليب العلاج النفسي و البيئي.
2 – تقديم الاهتمام بالخدمات المباشرة كالخدمات المقدمة لهم بشكل مباشر و الخدمات الغير المباشرة كتخفيف التوتر و الضغوط التي تعاني منها الأسرة.
3 – تحديد المشكلات التي تواجهها الأسرة و الظروف القاسية التي يمرون بها من خلال دراسة أوضاعهم، فمن الممكن أن يأثروا سلبا على السجين ونفسيته.
4- مساعدة أفراد الأسرة لتفهم الظروف التي يمرون بها، و تقبل الوضع الجديد و العلاقة المستقرة بينهم و بين السجين.
5- تقديم المساعدات للأسرة ضمن شروط الوزارة حتى نحميهم من أساليب الجريمة و الانحراف، باشباع حاجاتهم الأساسية.
6- تخفيف المشاعر السلبية للأسرة مثل الخجل و الشعور بالمهانة، فتقوي البنية الاجتماعية للأسرة، وتخفف من بعض المشكلات التي تواحه أغلب الأسر برفضهم للسجين بعد الافراج عنه بسبب حدتهم السلبية.
7- تقديم فرص عمل مناسبة لأسر السجناء و للأفراد من هم قادرين على العمل او مساعدتها في احدى الأسر العاملة و المنتجة، للحصول على زيادة في الدخل.
8- تكيف واندماج المفرج عنه مع أسرته و مع المجتمع أيضا.






الخاتمة:

السجن هو مكان للعقاب لكنه لا يفرق عن هدفه التهذيب و الاصلاح، فهذه الرسالة لا تتوقف عند خروجهم من السكن بل ما بعد فترة العقوبة أيضا، والخروج للعيش مع المجتمع.
فعملت الكثير من القوانين و الدراسات على تشديد و أكدت ضرورة الاهتمام و الرعاية النفسية و الاجتماعية للمسجونين، والمفرج عنهم للتكيف و الاندماج مجددا مع المجتمع دون التأثير سلبا عليهم لتكرار الجريمة، مؤكدا تلك القوانين اللواء عبد الرحمن شرف مدير الادارة العامة لشرطة الرعاية اللاحقة بوزارة الداخلية والذي اطلعنا على خطواته في تقديم الرعاية للمسجونين و المفرج عنهم و لأسرهم أيضا موضحا أدوار كل منهم على حدة بالتفصيل.


المراجع:

إبراهيم بيومي مرعي، دور التدريب المهني والعمل بالمؤسسات الاصلاحية، الناشر المركز العربي للدارسات الأمنية والتدريب، الرياض 1991.
- د. احسن مبارك طالب، العمل التطوعي لنزلاء المؤسسات الإصلاحية، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية ،2000.
- عبدالله عبدالغني غانم، مجتمع السجن، دارسة انثروبولجية، المكتب الجامعي الحديث ،الإسكندرية  2009
د. عبدالله غانم ، التدريب المهني للحد من الجريمة، الناشر المركز العربي للدارسات الأمنية والتدريب، الرياض.
- د. عبدالله عبدالغني غانم، التأهيل والسياسات العقابية مع التطبيق على تأهيل النزلاء بإمارة الشارقة، مركز البحوث والدارسات شرطة الشارقة 2005.
- د. فاروق عبدالرحمن مارد وآخرون، برامج التدريب في المؤسسات الإصلاحية، المركز العربي للدارسات الأمنية والتدريب ، الرياض 1991.
- محمد زكي أبو عامر، دارسة في علم الإجرام والعقاب، بيروت 2007.
- د. مصطفى محمد مرسي، إعادة تأهيل نزلاء المؤسسات العقابية في القضايا الجنائية والارهابية ،دار الكتب القانونية، مصر 2007


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية الاداره العلميه في التنظيم ( تقرير جامعي)

بحث بعنــــوان : نظرية الادارة العلمية في التنظيم ( فريدريك تايلور )   مقدمة   قبل حلول عام 1880 لم يكن هناك أساس علمي وأسلوب منهجي تسير عليه الإدارات بالمؤسسات لإدارة العمال على الوجه الصحيح، فقد اعتمدت تلك الإدارات بشكل أساسي على الخبرة والمهارة و الحدس و الحس السليم فقط ، حتى ظهر فريدريك تايلور ذلك المهندس الشاب الذي جاء آنذاك ليغير تلك الأفكار بإرساء مبادئ الإدارة العلمية، إذ أكد بأنه ينبغي لمديري الإدارات المختلفة دراسة العمل بطريقه علمية متعمقة مرتبطة بمجال العمل، وألا يقوم العمل الإداري بناء على الحدث أو الخبرة أو المهارة فقط، و يقول فريدريك تايلور في كتابه إدارة الورشة الصادر عام 1930 "إن فن الإدارة هو المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال عمله، ثم التأكد من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة وأفضلها". فريدريك تايلور هو الشخص الذي أثر في العمل التنظيمي و ذاك المهندس الأمريكي ،سعى لتحسين الكفاءة ، الذي شق طريقه حتى أصبح واحدًا من الأوائل في جيل جديد من الكتاب وأصحاب ا...

دراسة حاله وكيفية العلاج للأخصائي الاجتماعي

دراسة حالة: كأخصائي اجتماعي أتت اليك حالة الطفل أمجد سامي، قم بدراسة و تحليل الحالة جيدا ، ثم   أجب علي الأسئلة التي تليها؟ أمجد سامي طفل يبلغ الخامسة من عمره دائماَ يشغل نفسه   لساعات متتالية باهتمامات ونشاطات لا يمل تكرارها و قد أصبح يمارس هذا السلوك بطريقة روتينية وكأنه يمارس طقوساً هامة لا يحيد عنها. فأحيانا و الدته تجده   يجلس على أرضية الغرفة و أحياناَ كثيرة يجلس و وجهه نحو الحائط ويقلب بيديه إحدى أدوات اللعب المألوفة له أو الجديدة عليه، و يردد أثناء ذلك بكلمة أو عبارة قصيرة بعينها مرات لا نهائية العدد لدرجة تصيب والدته   بالضجر الشديد فإذا نهرته أمه أو حاولت إحداث تغيير فى وضع جسمه، أو فى أوضاع أدوات اللعب فإن أمجد    يقاوم بشدة و قد يردد نفس كلماتها وكأنها تحدث صدى حين ترتطم به، وإذا حاول و الده   إغراءه بالطعام فغالباً لا يستجيب، وإذا حاول   والده إن   يحتدوا   عليه أو يشتدوا معه يتوقف عن هذا العمل   الروتيني   أو الاجتراري وتنتابه نوبة هياج عصبي وحركي يمارس خلالها أعمالاً عدوانية على ذاته و شخصيته   أو على...