بحث بعنــــوان :
نظرية الادارة العلمية في التنظيم
(فريدريك تايلور )
مقدمة
قبل حلول عام 1880 لم يكن هناك أساس علمي وأسلوب
منهجي تسير عليه الإدارات بالمؤسسات لإدارة العمال على الوجه الصحيح، فقد اعتمدت
تلك الإدارات بشكل أساسي على الخبرة والمهارة و الحدس و الحس السليم فقط ، حتى ظهر
فريدريك تايلور ذلك المهندس الشاب الذي جاء آنذاك ليغير تلك الأفكار بإرساء مبادئ
الإدارة العلمية، إذ أكد بأنه ينبغي لمديري الإدارات المختلفة دراسة العمل بطريقه
علمية متعمقة مرتبطة بمجال العمل، وألا يقوم العمل الإداري بناء على الحدث أو
الخبرة أو المهارة فقط، و يقول فريدريك تايلور في كتابه إدارة الورشة الصادر عام
1930 "إن فن الإدارة هو المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال عمله، ثم التأكد
من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة وأفضلها".
فريدريك تايلور
هو الشخص الذي أثر في العمل
التنظيمي و ذاك المهندس الأمريكي ،سعى لتحسين الكفاءة ، الذي شق
طريقه حتى أصبح واحدًا من الأوائل في جيل جديد من الكتاب وأصحاب النظريات المؤثرين
للغاية في مجال الإدارة ، واشتهر بأنه أبو الإدارة العلمية،و كان
لنظامه في الإدارة العلمية الصناعية تأثيره الكبير في تنمية جميع البلدان التي
دخلتها الصناعة العصرية ، ويعد أسلوب الإدارة
العلمية الذي أرساه تايلور عبارة عن "دراسة العلاقات بين الأفراد والمهام
بغرض إعادة تصميم دائرة العمل لزيادة الكفاءة".
كما كان أول من اقترح أيضًا فكرة
تقسيم مهمة مشرف الخط الأول إلى ثمانية تخصصات كل منها منوط بشخص مختلف، وكما يشعر
البعض فإن هذه الفكرة قادت في آخر الأمر إلى مفهوم المنظمات الماركسية.
لقد كان لأفكاره تأثير عظيم في تنظيم العمل وأسلوب إدارة الأفراد، ولسوء الحظ رغم أن المهام أصبحت أكثر إنتاجية فإنها بدت أيضا متكررة ورتيبة والعديد من الموظفين كانوا غير سعداء في العمل.
لقد كان لأفكاره تأثير عظيم في تنظيم العمل وأسلوب إدارة الأفراد، ولسوء الحظ رغم أن المهام أصبحت أكثر إنتاجية فإنها بدت أيضا متكررة ورتيبة والعديد من الموظفين كانوا غير سعداء في العمل.
وزادت الإنتاجية تحت مظلة أساليب تايلور بصورة
هائلة وبدت هذه الأساليب أنها مثمرة، وظهرت أقسام مستحدثة مثل قسمي العاملين
ومراقبة الجودة، وزاد بريق المديرين في الإدارة الوسطى أكثر وأكثر عندما فُصل
التخطيط عن العمليات، وزادت الرسمية في العمل وظهر المشرف ذو ساعة الإيقاف ونوتة
الملاحظات في كل مكان في العمل وحاولت مجموعات العمال اكتشاف كافة الطرق لمقاومة
ذلك.
وهناك الكثير من المقالات النقدية التي تشير إلى أن عمل تايلور تطور في مجتمع من المهاجرين؛ حيث وجد عدد كبير من العمال ذوي الخلفيات والمهارات المتباينة والذين كان يجب تمكينهم من العمل مع بعضهم البعض، وما زال جزء جوهري من الإدارة العملية باقيًا معنا حتى اليوم ولكنه خضع فقط للتغيير والتحديث وأضفي عليه سمة إنسانية.
وهناك الكثير من المقالات النقدية التي تشير إلى أن عمل تايلور تطور في مجتمع من المهاجرين؛ حيث وجد عدد كبير من العمال ذوي الخلفيات والمهارات المتباينة والذين كان يجب تمكينهم من العمل مع بعضهم البعض، وما زال جزء جوهري من الإدارة العملية باقيًا معنا حتى اليوم ولكنه خضع فقط للتغيير والتحديث وأضفي عليه سمة إنسانية.
حياته
ولد فريدريك وينسلو تايلور في
فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية في 20 مارس 1856 لأسرة تنتمي إلى الطبقة
الليبرالية العليا، وكون والده
محاميًا وفر لديه ثروة كافية من الأملاك العقارية لم تجعله مضطرًّا للاستمرار في
وظيفة منتظمة، وكانت والدته مناصرة نشطة لحركة تحرير العبيد والحركة النسائية وقيل
إنها قامت بتأسيس مكان لإخفاء ومساعدة العبيد الهاربين، وكان الوالدان أعضاء في
جمعية الأصدقاء وكانا يؤمنان بسمو التفكير والحياة البسيطة، وقد تعلم تايلور في سن
مبكرة التحكم في الذات وساعدته تربيته على مبادئ جمعية الأصدقاء في تجنب الصراعات
مع نظرائه وتسوية نقاط الخلاف فيما بينهم.
وكان تيلور مراهقًا ذا رغبة قوية في النجاح وكان دائمًا ما يعد ويقيس الأشياء لاستنباط الطريقة الفضلى لإنجاز شيء ما، وقد اخترع في سن الثانية عشرة جهازًا لنفسه لتجنب النوم على ظهره؛ أملاً في تجنب الأحلام المزعجة التي كان يمر بها.
وكان تيلور مراهقًا ذا رغبة قوية في النجاح وكان دائمًا ما يعد ويقيس الأشياء لاستنباط الطريقة الفضلى لإنجاز شيء ما، وقد اخترع في سن الثانية عشرة جهازًا لنفسه لتجنب النوم على ظهره؛ أملاً في تجنب الأحلام المزعجة التي كان يمر بها.
دخل في البداية أكاديمية فيليبس ثم تم قبوله في جامعة هارفارد، كما حصل على
درجة جامعية في الهندسة في سن الخامسة والعشرين، ورغم أنه تفوق في الرياضيات وحصل على
درجة جامعية متميزة اختار تايلور العمل في المجال الصناعي، وتأثر بنظام التصنيف الذي
وضعه ميلفيل ديوي والذي سمي بنظام ديوي العشري .
عمله
عمل في ورشة صغيرة
كتلميذ صناعي لمدة أربع سنوات ، و بعدها عمل في أحد مصانع الحديد في ولاية
فيلادلفيا مهندسا، وخلال ثماني سنوات من انخراطه في هذه الشركة تقلد مناصب مختلفة
من عامل بسيط إلى ملاحظ للوقت إلى ميكانيكي إلى مشرف مجموعة إلى مساعد مهندس ثم
أخيرا إلى كبير المهندسين في الشركة، وفي نفس الوقت كان يواصل تحصيله العلمي حتى
تمكن من الحصول على الماجستير في الهندسة .
أتاح له تدرجه
في جميع الوظائف فرصة فهم شؤون الإنتاج ونفسية العمال وسبب تذمرهم وانخفاض كفايتهم
الإنتاجية . وخلال فترة عملة في المصنع لاحظ تايلور أساليب الإدارة
التقليدية تؤثر في فاعلية وكفاءة الإنتاج وتضيع الكثير من الوقت فعمد على إجراء
العديد من البحوث والدراسات و
التجارب و نادى بأهمية مبادئه ودافع عنها وعن أهمية تطبيقها في الحياة العملية .
خلصت الى “نظرية الإدارة العلمية” وهي
الكيفية التي يمكن العمل بها للحصول على الكفاءة والفاعلية في الإنتاج ، والتي
تعني الوصول إلى الهدف بأقل وأرخص التكاليف ، وكانت من خلال العديد من المبادئ
منها “تقسيم العمل” والتدريب و إجراء البحوث والدراسات على أوضاع العاملين.
كان لتايلور دور كبير في تحسين أنماط الإنتاج من
خلال نظرياته في فترة الثورة الصناعية التي سبقت الحرب العالمية الأولى مما حدا
بالكثيرين إلى التفكير في أن يكون للإدارة علم مستقل وذهبت بالكثيرين للتعمق في الأساليب
والطرق التي تجعل من الإنتاج كفؤ وفعال مما جعلهم يطلقون عليه اسم “أبو الإدارة”
أو بالنظرية التايلورية .
نظرية الإدارة العلمية
نظرية الإدارة العلمية، المعروفة أيضًا باسم منهج تايلور,هي
إحدى نظريات الإدارة التي تقوم بتحليل وتركيب حركة سير العمل، ويتمثل هدفها
الأساسي في تحسين الكفاءة الاقتصادية ولا سيما إنتاجية العمال، وهي من أولى
المحاولات لتطبيق العلم في هندسة العمليات والإدارة، وبدأ تطويرها على يد فريدريك
وينسلو تايلور في ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر في القطاعات الصناعية وبلغ هذا التأثير ذروته في العقد الأول والثاني
من القرن العشرين، ولا يزال تأثيرها بارزًا ولكنها بدأت عصر المنافسة والتوافق مع
الأفكار المتعارضة أو المتكاملة.
على الرغم من أن
الإدارة العلمية كنظرية مميزة أو مدرسة فكرية أصبحت شيئا من الماضي بحلول
ثلاثينيات القرن العشرين، إلا أن غالبية موضوعاتها لا تزال تمثل جزءًا من الهندسة
الصناعية والإدارة حاليًا، وتتضمن هذه الموضوعات التحليل والتركيب والمنطق
والعقلانية والتجريب وأخلاقيات العمل والكفاءة والحد من الفاقد وتوحيد معايير أفضل
الممارسات وازدراء التقاليد التي يتم المحافظة عليها من أجل ذاتها أو فقط من أجل
حماية الوضع الاجتماعي لعمال معينين لديهم مجموعة محددة من المهارات، وتحول
الإنتاج الحرفي إلى إنتاج ضخم; ونقل المعرفة بين العمال ومن العمال للأدوات
والعمليات والتوثيق.
كان من الممكن تطبيق الإدارة العلمية على مستوى عالٍ من
الرقابة الإدارية في ممارسات العمل للموظفين، وهذا يستلزم بالضرورة وجود عدد من
الموظفين الإداريين يكون أكبر من عدد العمال مقارنة بطرق الإدارة السابقة، وتسببت
كذلك الصعوبة الكبرى في التمييز الدقيق بين الإدارة الذكية المرتكزة على التفاصيل
عن مجرد الإدارة المضللة في الخلافات الشخصية بين العمال والمديرين.
في حين أنه عادة ما يتم التعامل مع مصطلحي "الإدارة
العلمية" و"منهج تايلور" كمترادفين، فهناك وجهة نظر بديلة تعتبر
منهج تايلور النموذج الأول للإدارة العلمية الذي اتبعته مناهج كثيرة، وبالتالي فإن
نظرية الإدارة اليوم أحيانًا ما تطلق على منهج تايلور المنهج الكلاسيكي (وهذا يعني
المنظور الذي لا يزال يحظى بالاحترام لتأثيرها الأصلي بالرغم من أنها ليست حديثة
أو مطورة). ومن الأسماء الأولى التي أطلقها تايلور على هذا المنهج "إدارة
المتجر و"إدارة العملية"، عندما أشاع لويس برانديز استخدام مصطلح
"الإدارة العلمية" في عام 1910, اعتبره تايلور اسمًا جيدًا للمفهوم
واستخدمه هو نفسه في كتابه في عام 1911 في دراسته.
فلسفة النظرية العلمية :
كانت تستند الى أيدلوجية محددة إذ أنها تقوم على ان سبب الصراع الصناعي في ذلك الوقت مرجعه الاستخدام غير السليم للموارد النادرة وكانوا يعتقدون انه لا يمكن ان يزيد أجر العامل إلا بالاقتطاع من نصيب الآخرين , وهذا صحيح إذا كان الدخل الكلي محدود , أما إذا زاد الدخل عن طريق الاستخدام الأكثر كفاءة للموارد سيزداد النصيب المطلق لكل مستحق دون التعدي على نصيب غيره , بل كان يعتقد رواد النظرية العلمية إن الأسباب الاقتصادية سببها هو عدم اتفاق بين الإدارة والعمال ويمكن التغلب عليها بتطبيق مبادئ الهندسة على وظائف العمال , وكانت النظرية تفترض أن الإنسان مدفوع برغبته في تحسين أحواله الاقتصادية وكانت تفترض ان الإنسان رشيد تماما في اختياره لوسائل إشباع حاجاته اقتصاديا إذ انه إذا تم تدريب العمال والمديرين على طرق جديدة لتأدية العمل فستزداد فرص تحسين أحوالهم الاقتصادية ، وكانت التغييرات الرئيسية والدائمة هي تلك الطرق التي يتبعها العامل في معالجة مشاكل تأدية الأعمال اليدوية , حيث إن أساس الإدارة العلمية كانت إدارة الورشة بمعنى انها تعالج مشاكل العمل في أدنى المستويات في المنظمة , وان الإدارة بالنظرية العلمية تركز على إحكام عملية التخطيط بعناصرها المختلفة وإحكام عملية الرقابة بالتركيز على معرفة الانحرافات وتصحيح المسار, حيث ان هذا التوجه في معالجة المشكلات الإدارية يقوم على فلسفة مادية بحتة للأمور , حيث على الفرد العامل ان يقدم كامل طاقته ، وان يسخر هذه الطاقة لخدمة الانتاج , وعلى رأس السلطات العليا في المشروع توفير الجهود الضائعة بما يخدم هذا الغرض وشبهت الإنسان العامل بالآلة أي أهملت الجانب الإنساني .
كانت تستند الى أيدلوجية محددة إذ أنها تقوم على ان سبب الصراع الصناعي في ذلك الوقت مرجعه الاستخدام غير السليم للموارد النادرة وكانوا يعتقدون انه لا يمكن ان يزيد أجر العامل إلا بالاقتطاع من نصيب الآخرين , وهذا صحيح إذا كان الدخل الكلي محدود , أما إذا زاد الدخل عن طريق الاستخدام الأكثر كفاءة للموارد سيزداد النصيب المطلق لكل مستحق دون التعدي على نصيب غيره , بل كان يعتقد رواد النظرية العلمية إن الأسباب الاقتصادية سببها هو عدم اتفاق بين الإدارة والعمال ويمكن التغلب عليها بتطبيق مبادئ الهندسة على وظائف العمال , وكانت النظرية تفترض أن الإنسان مدفوع برغبته في تحسين أحواله الاقتصادية وكانت تفترض ان الإنسان رشيد تماما في اختياره لوسائل إشباع حاجاته اقتصاديا إذ انه إذا تم تدريب العمال والمديرين على طرق جديدة لتأدية العمل فستزداد فرص تحسين أحوالهم الاقتصادية ، وكانت التغييرات الرئيسية والدائمة هي تلك الطرق التي يتبعها العامل في معالجة مشاكل تأدية الأعمال اليدوية , حيث إن أساس الإدارة العلمية كانت إدارة الورشة بمعنى انها تعالج مشاكل العمل في أدنى المستويات في المنظمة , وان الإدارة بالنظرية العلمية تركز على إحكام عملية التخطيط بعناصرها المختلفة وإحكام عملية الرقابة بالتركيز على معرفة الانحرافات وتصحيح المسار, حيث ان هذا التوجه في معالجة المشكلات الإدارية يقوم على فلسفة مادية بحتة للأمور , حيث على الفرد العامل ان يقدم كامل طاقته ، وان يسخر هذه الطاقة لخدمة الانتاج , وعلى رأس السلطات العليا في المشروع توفير الجهود الضائعة بما يخدم هذا الغرض وشبهت الإنسان العامل بالآلة أي أهملت الجانب الإنساني .
لاحظ تيلور إن تحقيق الزيادة في الإنتاجية يحده
قيدان :
• جهل الإدارة بالطرق العلمية اللازمة لتحديد كمية العمل وزمنه .
• كسل أو تكاسل العمال في تأدية العمل بسبب الميل الغريزي في الإنسان ناحية الكسل ، ومن ناحية أخرى عدم وجود حافز تشجيعي لزيادة الجهد في تأدية العمل من ناحية أخرى .
• جهل الإدارة بالطرق العلمية اللازمة لتحديد كمية العمل وزمنه .
• كسل أو تكاسل العمال في تأدية العمل بسبب الميل الغريزي في الإنسان ناحية الكسل ، ومن ناحية أخرى عدم وجود حافز تشجيعي لزيادة الجهد في تأدية العمل من ناحية أخرى .
ويتلخص أسلوب الإدارة العلمية عند تيلور فى إن هناك دائما
طريقه نموذجية أو نمطية لأداء اى عمل وان هدف الإدارة العلمية هو التوصل أو التعرف
على الأسلوب الوحيد الأفضل لإتمام العمل بشكل امثل .
فقد لاحظ تيلور ان كل عملية يقوم بها العامل تتكون من عدة حركات بسيطة ، يمكن تحليلها وقياس الوقت الذي تستغرقه هذه الحركات باستخدام ساعة التوقيت الخاص ، وذلك بغرض اختصار وتفادى الحركات الغير ضرورية وتحسين الأداء ، ثم تحديد الوقت النموذجي لأداء كل عملية يقوم بها العامل ، وسميت هذه الطريقة باسم " دراسة الوقت والحركة " .
دراسة الوقت و الحركة
فقد لاحظ تيلور ان كل عملية يقوم بها العامل تتكون من عدة حركات بسيطة ، يمكن تحليلها وقياس الوقت الذي تستغرقه هذه الحركات باستخدام ساعة التوقيت الخاص ، وذلك بغرض اختصار وتفادى الحركات الغير ضرورية وتحسين الأداء ، ثم تحديد الوقت النموذجي لأداء كل عملية يقوم بها العامل ، وسميت هذه الطريقة باسم " دراسة الوقت والحركة " .
دراسة الوقت و الحركة
وهي من من أهم
الإسهامات العلمية البارزة التي قام بها فردريك تيلور في حقل و التي لا زالت محل
إعجاب وتقدير من قبل بعض الباحثين والممارسين في حقل الإدارة بالرغم من مرور ما يربو
على نصف قرن على هذه الدراسة، ولعل تقلده مناصب مختلفة في شركة الحديد والصلب
ساعده في إجراء أبحاثه ودراساته وفي مقدمتها دراسة الحركة والزمن، وتهدف هذه
الدراسة إلى رفع الكفاءة الإنتاجية للعامل وذلك عن طريق التخلص من كثير من الحركات
غير اللازمة التي يتطلبها أداء العمل ومن ثم تحديد وقت نموذجي لإنجاز كل عمل، ولقد
كان هناك إقبال كبير على تطبيق الأبحاث والدراسة والميدانية التي قدمها تيلور من
قبل المؤسسات المختلفة والحقيقة أن هناك كثيرا من النتائج الإيجابية المتمثلة في
زيادة الإنتاج وانخفاض التكاليف وهما هدفان رئيسيان تسعى النظرية الإدارية إلى
تحقيقهما " ويعطينا دوايت فارنام النتائج التي ترتبت على إدخال نظام تيلور
ففي مناولة الحديد الخام وتفريغه من العربات زاد الإنتاج من 2 طن إلى 10 طن في
الساعة وانخفضت التكاليف من 27 سنت إلى 8 سنت للطن، وفي إحدى شركات الصلب زاد الإنتاج
في بعض العمليات من 12 إلى 48 طن في اليوم وانخفضت التكاليف من 10سنت إلى 4 سنت
للطن ". بالرغم من هذا النجاح الذي حققه فردريك تيلور في رفع الكفاءة
الإنتاجية للعمل وتخفيض التكاليف "غير أن ما يثير الدهشة أن العمال وقتئذ
قاوموا "الطريقة التايلورية"... بل أن مجرد ذكر اسمه كان يثير الكراهية
في نفوسهم، ويرى بعض الباحثين أن السبب في ذلك إنما يرجع إلى أن تيلور كان يعتبر
من رواد "الهندسة الإنسانية" إذ أن نظرته إلى تناول عمل الإنسان كانت لا
تختلف عن نظرته التي يتناول بها قطعة جهاز هندسي... بل لأنه كان مؤمنا فعل بإمكان
تطبيق علم الهندسة على طرائق العمل في المصنع، وقام بدراسات للتعرف على
"الطريق الوحيد الأفضل"... وتوصل من هذه الدراسات إلى أن هناك نسبة
عالية من الإسراف والضياع في العمل والموارد تحدث نتيجة لعدم كفاية التنظيم
والإشراف على العمل". ولم يكن تيلور يسمح للعاملين بالمناقشة أو إبداء الرأي
فيما يتعلق بالطريقة والكيفية التي يؤدي بها العمل، ونقلا عن كوبيل مؤرخ تيلور أنه
قال مرة إلى أحد العمال "ليس من المفروض أن تفكر، إن هناك آخرين ندفع لهم
مقابل التفكير و لأن تيلور كان يقترح بأن العامل الذي يصلح للعمل في نظامه يحسن أن
يكون غبيا بليد الإحساس".
كذلك فقد كان تايلور مدافعًا
قويًّا عن تطابق الصفات البدنية لأبعاد المهمة التي يتعين إنجازها، فقد رأى تايلور
أن كل مهمة من مهام العمل تلائم أحد الأفراد أكثر من الآخرين، لذا فقد كانت السمات
الجسدية للعامل والمتمثلة في القدرة الإنتاجية، ومتانة العضلات، ومقاومة الإجهاد
هي أهم العوامل التي يتم على أساسها اختيار العاملين، ورأى تايلور أن هناك عنصرًا
آخر يجب أن يضاف إلى هذه المعادلة ويتمثل ذلك في تغيير نظام الدفع السائد في هذه
الأثناء من نظام الأجر بالساعة إلى نظام الأجر المرتبط بكمية الإنتاج.
وكان تايلور مؤمنًا بأن السر وراء الإنتاجية هو اكتشاف التحدي الصحيح لكل
شخص ثم تعويضه بصورة ملائمة عن الإنتاج الزائد، وفي ميدفال استخدم دراسات أساليب
العمل لتحديد الحصص الإنتاجية اليومية، وتُقدم الحوافز إلى هؤلاء الأشخاص الذين
يصلون إلى معدل الإنتاج اليومي، ويحصل الذين لا يصلون إلى هذا المعدل على تعويض
مغاير متمثل في مبلغ أقل بكثير، واستطاع تايلور مضاعفة الإنتاجية باستخدام دراسة
أساليب العمل والقيود والأدوات المنتظمة ورئاسة العمال الوظيفية والخطة الجديدة
للأجور، وكان يدفع للشخص وليس للوظيفة.
وتتلخص مفاهيم تيلور عن الإدارة العلمية فيما يلي
بالمبادئ التالية :
1. التخلي عن المفاهيم القديمة في الإدارة القائمة على
التجربة والخطأ واستخدام الأساليب و الطرق العلمية محلها .
2. اختيار العاملين وتدريبهم بصورة علمية صحيحة.
3. البحث عن أحسن طريق ممكنة لأداء أي عمل معين وتحديد الوقت الأمثل الذي يجب على ان يستغرقه الأداء .
4. إيجاد وتنمية نوع من الصداقة والتعاون التام بين الإدارة والعمال بدلاً من النزاع. .
5. تطبيق مبدأ التخصص وتقسيم العمل حيث يقضي هذا المبدأ بتقسيم العمل والمسؤولية بين الإدارة والعمال تتحمل الإدارة مسؤولية التخطيط والتنظيم والإشراف بينما يقوم العمال بالعمل الحقيقي وهنا الكل سيقوم بواجبه بكفاءة عالية
2. اختيار العاملين وتدريبهم بصورة علمية صحيحة.
3. البحث عن أحسن طريق ممكنة لأداء أي عمل معين وتحديد الوقت الأمثل الذي يجب على ان يستغرقه الأداء .
4. إيجاد وتنمية نوع من الصداقة والتعاون التام بين الإدارة والعمال بدلاً من النزاع. .
5. تطبيق مبدأ التخصص وتقسيم العمل حيث يقضي هذا المبدأ بتقسيم العمل والمسؤولية بين الإدارة والعمال تتحمل الإدارة مسؤولية التخطيط والتنظيم والإشراف بينما يقوم العمال بالعمل الحقيقي وهنا الكل سيقوم بواجبه بكفاءة عالية
6-وضع
العامل في العمل المناسب غير كاف لإنجاز الأعمال بكفاءة وفعالية لذلك اقترح أن
يكون هناك نظام للحوافز يقوم أساسا على الأجر الذي يتقاضاه العامل والذي يتناسب مع
إنتاجيته وإنجاز العمل وليس على أساس ساعات العمل.
التحفيز :
فقد تحدث تايلور عن التحفيز، وكان من أوائل من ركزوا على هذا الموضوع حين ذكر أهمية الحوافز المادية وكان ذلك في عام 1911، وقد افترض تايلور في منهجه أن الموظفين كسالى، ولا يمكن تحفيزهم إلا من خلال الرواتب والحوافز المالية فقط، ومن أجل الوصول لنظام عادل للرواتب والحوافز، فقد اقترح تايلور أن يتم تقسيم العمل إلى أجزاء صغيرة والبحث عن أفضل من يمكنه القيام بها، ثم إعادة دمج هذه الأجزاء ثانية بشكل فعال .
فقد تحدث تايلور عن التحفيز، وكان من أوائل من ركزوا على هذا الموضوع حين ذكر أهمية الحوافز المادية وكان ذلك في عام 1911، وقد افترض تايلور في منهجه أن الموظفين كسالى، ولا يمكن تحفيزهم إلا من خلال الرواتب والحوافز المالية فقط، ومن أجل الوصول لنظام عادل للرواتب والحوافز، فقد اقترح تايلور أن يتم تقسيم العمل إلى أجزاء صغيرة والبحث عن أفضل من يمكنه القيام بها، ثم إعادة دمج هذه الأجزاء ثانية بشكل فعال .
يرى تايلور أن
الموظفين لا يمكن تحفيزهم إلا بالمال وهذا غير دقيق وغير صحيح لأنه يمكن تحفيز
العمال بتوفير جو عمل ملائم و مريح و طريقة الحوافز التي
اقترحها تايلور أدت إلى إرهاق بالغ للعاملين ولا سيما شديدي الحاجة منهم؛ إذ يجهد
العامل نفسه بأقصى طاقة ممكنة من أجل الحصول على الأجر حتى وإن كان ذلك على حساب
صحته.
وتدل المبادئ التي وضعها تايلور على أن الإدارة
العلمية تميل إلى الدكتاتورية في معاملة الأفراد وذلك للأسباب التالية :
1- افترض تايلور أن هيئة الإدارة العليا تعرف جيداً مصلحة
العمل ومصالح العمال وتعمل على تحقيقها ولذا فمن رأيه لا مجال لإشراك العاملين في
مناقشة القرارات التي تتخذ من جانب الإدارة العليا أو حتى الاعتراض عليها .
2- وضع التخطيط للعمل في أيدي الإدارة العليا وحدها دون اشتراك العاملين في الخطة وهذا يدل على المركزية الشديدة في الإدارة .
3ـ بالرغم من اعتراف (تايلور) بشرعية النقابات العمالية إلا أنه تجاهل ممثليها واعترض على تدخلهم في تحديد شروط العمل كالأجر وعدد الساعات فهو يرى أن مهمة النقابة يجب أن تقتصر على رفع المستوى الثقافي والاجتماعي لأعضائها .
4ـ اعترف (تايلور) وأتباعه بأهمية الحوافز لتشجيع الفرد على العمل إلا أنهم افترضوا أن الأجر وحده هو الدافع الوحيد للعمل و أهملوا الدافع المعنوي .
5ـ اعتبرت الإدارة العلمية أن العلاقة بين المؤسسة والعاملين فيها علاقة تعاقدية يحق بموجبها للإدارة أن تضع شروطاً وقيوداً على العاملين بهدف تحقيق الربح مقابل دفع الأجر على كمية العمل ولذا فالإدارة العلمية تجاهلت العلاقة الإنسانية في الإدارة ..
6- رغم من ان مبادئ تايلور كانت موضوعة للتطبيق الشامل العام ,إلا ان إهتمامه لم يكن مركز على الإدارة بصفة عامة ولكن على الإدارة في مستوى الدراسة فكان اهتمامه الأساسي بكفاءة العمال والمديرين في الإنتاج الفعلي ,وقد أدى اهتمامه هذا الى التغطية على الحاجة لاكتشاف واستخدام مبادئ الإدارة في جميع المستويات وفي جميع وظائف المشروع .
2- وضع التخطيط للعمل في أيدي الإدارة العليا وحدها دون اشتراك العاملين في الخطة وهذا يدل على المركزية الشديدة في الإدارة .
3ـ بالرغم من اعتراف (تايلور) بشرعية النقابات العمالية إلا أنه تجاهل ممثليها واعترض على تدخلهم في تحديد شروط العمل كالأجر وعدد الساعات فهو يرى أن مهمة النقابة يجب أن تقتصر على رفع المستوى الثقافي والاجتماعي لأعضائها .
4ـ اعترف (تايلور) وأتباعه بأهمية الحوافز لتشجيع الفرد على العمل إلا أنهم افترضوا أن الأجر وحده هو الدافع الوحيد للعمل و أهملوا الدافع المعنوي .
5ـ اعتبرت الإدارة العلمية أن العلاقة بين المؤسسة والعاملين فيها علاقة تعاقدية يحق بموجبها للإدارة أن تضع شروطاً وقيوداً على العاملين بهدف تحقيق الربح مقابل دفع الأجر على كمية العمل ولذا فالإدارة العلمية تجاهلت العلاقة الإنسانية في الإدارة ..
6- رغم من ان مبادئ تايلور كانت موضوعة للتطبيق الشامل العام ,إلا ان إهتمامه لم يكن مركز على الإدارة بصفة عامة ولكن على الإدارة في مستوى الدراسة فكان اهتمامه الأساسي بكفاءة العمال والمديرين في الإنتاج الفعلي ,وقد أدى اهتمامه هذا الى التغطية على الحاجة لاكتشاف واستخدام مبادئ الإدارة في جميع المستويات وفي جميع وظائف المشروع .
سلبيات ونقائص النظرية :
لقد نجحت الإدارة العلمية في تحقيق زيادة في الإنتاج و هذا ما كانت تسعى إليه إلا أنها قد تعرضت لعدة اِنتقادات تمثلت فيما يلي:
ـ مساواة تايلور بين البشر و الآلات و هذا ما أدى إلى ظهور معارضة شديدة من نقابات العمال خاصة في بريطانيا لأنهم رأوا أن أسلوبه و منهج الإدارة العلمية جاء على حساب تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان عليه أن ينتظم في خط الإنتاج عاما كالآلة تحسب عليه حركاته و يعمل وفق لخطوات روتينية متكررة تبعث على السأم وقتل روح الإبداع .
ـ افتراض تايلور أن الموظفين لا يمكن تحفيزهم إلا بالمال وهذا غير دقيق وغير صحيح لأنه يمكن تحفيز العمال بتوفير جو عمل ملائم و مريح و طريقة الحوافز التي اقترحها تايلور أدت إلى إرهاق بالغ للعاملين ولا سيما شديدي الحاجة منهم؛ إذ يجهد العامل نفسه بأقصى طاقة ممكنة من أجل الحصول على الأجر حتى وإن كان ذلك على حساب صحته.
ـ افتراض وجود أفضل طريقة لأداء العمل ليس منطقيا لأن هذا مرتبط بنوع العمل و الظروف المحيطة بالعامل.
ـ ركزت النظرية على التقليل من الإجهاد البدني للعامل الذي يأتي من حركات يقوم بها العامل وهو الإجهاد الغير ضروري لكنها تجاهلت الإجهاد النفسي .
ـ تجاهلت العامل الإنساني فألزمت العامل بالقيام بأعمال قد تكون قاسية و غير مريحة للعامل.
-على صعيد آخر عارضها أصحاب
المصانع الذين خيل إليهم أنها تعطي حقوقًا جديدة للعمال لا يستحقونها.
ورغم هذه الانتقادات إلا انه يوجد لهذه النظرية ايجابيات و محاسن تمثلت فيما يلي :
ـ تصدي هذه النظرية للمشاكل بسلاح العلم و ذلك باتخاذها من العلم منهجا و بذلك بالقيام بالبحوث و الدراسات وهي أدوات التحليل الحديث وأساس التنظيم .
ـ لم تكتف هذه النظرية بما توصل إليه من النظريات السابقة وإنما أجرت عليها دراسات و تجارب و وضعت بناء على ذلك نظريات و مبادئ تحكم العمل .
ـ لقد ثبت فيما بعد أن المؤسسات و الإدارات التي تعمل بمنهج الإدارة العلمية تحقق نتائج جديدة و أفضل من المؤسسات و الإدارات التي تعمل على أسلوب التجربة و الخطأ .
- ساهمت
النظرية في رفع الإنتاجية و انخفاض التكاليف .
- تعتبر نقطة تحول أساسية و أعطت الفكر الإداري
وزناً يماثل العلوم الأخرى .
حقيقة
ورغم كل ما سبق وذكرناه من عيوب
لمنهج الإدارة العلمية عند تايلور إلا أن فلسفته لا تزال هي الأكثر استخدامًا في
الصناعة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، والمجتمعات الأوروبية التي وجدت
فلسفة تايلور الأكثر ملائمة لثقافتها، حتى لينين في الوقت الذي كان فيه رئيس وزراء
الاتحاد السوفيتي دعا إلى اعتماد مبادئ الإدارة العلمية هذه للصناعة
السوفيتية،ومما يدل على وجود جانب إيجابي في منهج تايلور جعله مؤهلاً بالفعل لهذا
الانتشار الواسع الذي هو عليه الآن .
والخلاصة أنه لا
يمكن وجود الإدارة العلمية في أي منظمة ما لم يتم تطبيق مفاهيمها ومبادئها وضرورة أن
يتم التغيير في الموقف العقلي للإداريين والعمال، وأن يكون من الواجب التعاون لإنتاج
أكبر قدر ممكن من الفائض، وضرورة أن يحلوا المعارف العلمية الصحيحة محل الأوامر والمعارف
الفردية والأحكام المبنية على التجارب القديمة.
وما زال جزء جوهري من الإدارة
العملية باقيًا معنا حتى اليوم ولكنه خضع فقط للتغيير والتحديث وأضفي عليه سمة
إنسانية.
وفاته
توفي فريدريك تايلور في 21 مايو 1915 في فيلادلفيا، بنسلفانيا بالولايات
المتحدة الأمريكية، عن عمر يناهز التاسعة والخمسين بعد أن أثرى عالم الإدارة بأحد
أكثر المناهج شهرة وانتشارًا ولا سيما في الدول المتقدمة.
خاتمة :
لقد أتت
النظرية العلمية المعروفة بنظرية فريدريك تايلور مفاهيم جديدة والعلاقة بين العامل
والإدارة ولقد وضعت مناهج جديدة متمثلة خاصة في التصدي لمختلف المشاكل بسلاح العلم
وقد فتحت الأبواب لعدة نظريات أخرى للظهور و البروز ، على الرغم من ان هذه النظرية
قد تعرضت لعدة انتقادات و كذلك اتساع الهوة بين الإدارة والنقابات العمالية إلا
أنها قد نجحت في تحقيق عدة مبتغيات كانت تهدف إلى تحقيقها.
المصادر و المراجع :
(1)نظريات و مبادئ الإدارة
-الدكتور مهدي,2001.
(2 ) www.wikipedia.com
(4) http://cte.univ-setif.dz/coursenligne/site_bouakkaz/co/grain-taylor.html
الفهرس
مقدمة .........................................................................................................1
فريدريك تايلور
...............................................................................................
حياته............................................................................................................
عمله
..........................................................................................................2
نظرية الإدارة العلمية ......................................................................................2
.................................................................................................................3
فلسفة النظرية العلمية
......................................................................................3
دراسة الوقت و الحركة
...................................................................................4
مبادئ الادارة العلمية
......................................................................................5
التحفيز........................................................................................................5
.................................................................................................................5
أسباب ميول مبادئ تايلور إلى الدكتاتورية
.............................................................6
سلبيات و ايجابيات النظرية العلمية
.....................................................................7
حقيقة..........................................................................................................8
وفاته...........................................................................................................8
خاتمه
.........................................................................................................9
تعليقات
إرسال تعليق